ليلة القدر..

العبادة فيها تساوي 83 سنة وأربعة أشهر تقريبا، والساعة الواحدة في ليلة القدر تقدر بعبادة 7 سنوات تقريباً، والدقيقة الواحدة فيها تساوي 11600 ساعة في غيرها، فواحظّ من شغلها بالطاعة والمحروم من حرم خيرها.

 

سميت ليلة القدر بذلك لقدرها وعظمتها لنزول القرآن فيها، أو لما ينزل فيها من البركة والرحمة والمغفرة، أو أنّ الذي يُحييها يصير ذا قدر.

وقيل لأنها تُقدّر فيها أعمال العباد التي تكون في ذلك العام.

وقيل: القدر من الضيق، لأن الملائكة تنزل فيها بإعداد لا يعلمها إلا الله.

 

من قام وصلى فيها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن فضلها أن الملائكة والروح تنزل فيها لحصول البركة، ومن فضلها إنزال القرآن فيها ومن فضلها أنها (سلام) أي سالمة من الآفات والكوارث.

 

ذكر الحافظ ابن حجر، ستة وأربعين قولاً في تعيينها، ثم قال: وأرجحها أنها في الوتر من العشر الأواخر، وأنها تَنْتَقِلُ كما هو مذهب مالك، وعند الجمهور ليلة (سبع وعشرين)، وهو قول عمر بن الخطاب وأبي بن كعب والجادة من مذهب أحمد وقول لأبي حنيفة وهو مذهب العوام

 

أفضل الأعمال التي ينبغي الاشتغال بها إحياء ليلة القدر بالصلاة، لقوله صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه” رواه البخاري.

والاجتهاد في الدعاء وبالأخص قول “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”. رواه الترمذي وصححه الألباني

 

وكذلك أعمال الخير مطلقاً كالصدقة والذكر وبذل النصيحة والإطعام وغير ذلك.

قال الشيخ عبد الله بن جبرين “خير من ألف شهر، أي العبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر، وذلك دليل فضلها”.

 

ومن علامات هذه الليلة حسب النصوص النبوية الثابتة:

1- قوله صلى الله عليه وسلم “ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ” صححه الألباني

وفي رواية لأحمد: “مثل الطست”.

 

2- قوله عليه الصلاة والسلام “أنَّها صافيةٌ بلِجةٌ كأنَّ فيها قمَرًا ساطِعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ ولا يحلُّ لكوكبٍ أن يرمى بهِ فيها حتَّى يصبِحَ، وإنَّ من أمارتَها أنَّ الشَّمسَ صبيحتَها تخرجُ مستويةً ليسَ لَها شعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ، ولا يحلُّ للشَّيطانِ أن يخرجَ معَها يومَئذٍ”

قال العراقي: إسناده جيد.

 

3- ما جاء في صحيح مسلم عن أبي بن كعب: “وأمارتُها أن تطلعَ الشمسُ في صبيحةِ يومِها بيضاءَ لا شُعاعَ لها” ونحوه لأحمد من طريق أبي عون عن ابن مسعود وزاد: “صافية”

 

4- عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: “وإنَّ الملائكةَ تلك الليلةَ أَكْثَرُ في الأرضِ من عَدَدِ الحَصَى”. رواه ابن خزيمة وحسنه الألباني

 

الموفق الحريص من لا يضيع أعظم ليالي العام فيما لا ينفع.

 

منقول من كتاب >> زدني علما

د. عبد الرحمن طالب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *